سورة الرعد - تفسير تفسير ابن الجوزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الرعد)


        


قوله تعالى: {مَثَل الجنة} أي: صفتها أن الأنهار تجري من تحتها، هذا قول الجمهور، وقال ثعلب: خبر المثَل مُضمَر قبله، والمعنى: فيما نصف لكم مَثَل الجنة، وفيما نقصُّه عليكم خبر الجنة {أُكُلُها دائم} قال الحسن: يريد أن ثمارها لا تنقطع كثمار الدنيا {وظلُّها} لأنه لا يزول ولا تنسخه الشمس.
قوله تعالى: {تلك عقبى الذين اتقوا} أي: عاقبة أمرهم المصير إِليها.


قوله تعالى: {والذين آتيناهم الكتاب} فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: أنهم مسلمو اليهود، قاله أبو صالح عن ابن عباس. وقال مقاتل: هم عبد الله بن سلام وأصحابه.
والثاني: أنهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله قتادة.
والثالث: مؤمنو أهل الكتابين من اليهود والنصارى، ذكره الماوردي. والذي أُنزل إِليه: القرآن، فرح به المسلمون وصدَّقوه، وفرح به مؤمنو أهل الكتاب، لأنه صدَّق ما عندهم. وقيل: إِن عبد الله بن سلام ومن آمن معه من أهل الكتاب، ساءهم قِلَّة ذكر الرحمن في القرآن مع كثرة ذِكره في التوراة، فلما نزل ذِكره فرحوا، وكفر المشركون به، فنزلت هذه الآية.
فأما الأحزاب، فهم الكفار الذين تحزَّبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمعاداة، وفيهم أربعة أقوال:
أحدها: أنهم اليهود والنصارى، قاله قتادة.
والثاني: أنهم اليهود والنصارى والمجوس، قاله ابن زيد.
والثالث: بنو أمية وبنو المغيرة وآل أبي طلحة بن عبد العزّى، قاله مقاتل.
والرابع: كفار قريش، ذكره الماوردي.
وفي بعضه الذي أنكروه ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه ذِكر الرحمن والبعثِ ومحمدٍ صلى الله عليه وسلم، قاله مقاتل.
والثاني: أنهم عرفوا بعثة الرسول في كتبهم وأنكروا نبوَّته.
والثالث: أنهم عرفوا صِدقه، وأنكروا تصديقه، ذكرهما الماوردي.


قوله تعالى: {وكذلك أنزلناه} أي: وكما أنزلنا الكتب على الأنبياء بلغاتهم، أنزلنا عليك القرآن {حكماً عربياً} قال ابن عباس: يريد ما فيه من الفرائض. وقال أبو عبيدة: ديناً عربيّاً.
قوله تعالى: {ولئن اتبعت أهواءهم} فيه قولان:
أحدهما: في صلاتك إِلى بيت المقدس {بعد ما جاءك من العِلم} أن قبلتك الكعبة، قاله ابن السائب.
والثاني: في قبول ما دعوك إِليه من مِلَّة آبائك، قاله مقاتل.
قوله تعالى: {مالك من الله من وليّ} أي: مالك من عذاب الله من قريب ينفعك {ولا واق} يقيك.

4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11